google.com, pub-3637900938011359, DIRECT, f08c47fec0942fa0
"قائمة علوية"]); ?>

الحرب الباردة تبدأ رسميا بطنجة

قناة طنجة الكبرى | متابعة

يبدو أن حرارة السجال السياسي بين الأحزاب القوية بهذه الجهة من المملكة، لم تصل بعد إلى مستوياتها المعهودة، التي عرفت في بعض السنوات اصطدامات وصلت حدتها إلى السب والقذف بين الفاعلين السياسيين، مما يعطي انطباعا على أن التحذيرات الملكية، التي حملها خطاب الذكرى 17 لعيد العرش، كان لها التأثير الإيجابي في التخفيض من حرارة الفوضى العارمة والصراعات المحتدمة، التي ظلت تسود المشهد السياسي وأفرزت في كثير من الأحيان اصطدامات قوية على مستوى الخطاب بين القيادات السياسية، خاصة بين الحزبين المتنافسين، الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، اللذان يعمل كل واحد منهما جاهدا لكبح طموح الآخر، والظفر بأكبر عدد من الأصوات والمقاعد لفرض سيطرته بالمنطقة.

وأجمع كل المتتبعين للمحطة التشريعية المرتقبة ليوم السابع من أكتوبر المقبل، أن حرارة السجال السياسي بإقليم طنجة أصيلة، يتمركز حاليا بداخل الأحزاب، وتظهر تجلياته في التجاذبات والنزاعات السياسية بين مناضلي الأحزاب حول اللوائح الانتخابية وتحديد المواقع، إذ لحد الساعة لم تتمكن جل الأحزاب من الحسم في لوائحها الانتخابية، التي لازال التنافس على أشده بين الأسماء القوية لاحتلال المراتب الأولى، مما ينبئ بمواجهات شرسة ومفتوحة على كل الاحتمالات، لاسيما أن هذه الأسماء تسعى بكل ثقلها لحسم هذا النزال القوي.

ويؤكد كل المهتمين بشأن الانتخابي بمدينة البوغاز، أن الساحة السياسية بالمدينة تشهد منذ أن قرعت طبول الانتخابات أولى دقاتها، صراعات قوية ومتشنجة داخل الأحزاب السياسية بين الأسماء “الوزانة”، التي تسعى للظفر بتزكية الترشيح للانتخابات التشريعية القادمة، واصفين ذلك بـ “يوم الحشر”، وهو ما عكس طغيان النرجسية والأنانية عند عدد من مناضلي الأحزاب السياسية ورغبتهم الملحة في تبوأ كرسي برلماني مريح دون اعتبار للمصلحة العامة للحزب الذي ينتمي إليه، ولا مصلحة السكان، الذين يتطلعون إلى فوز منتخبين يجعلون مصالح الساكنة في صلب اهتماماتهم، ويعطون للسياسة النزيهة الاعتبار الذي يجب أن تتميز به.

فحتى الحزب الذي يدعي التقية ومحاربة الفساد ونكران مناضليه الذات، عرف هو الآخر تدافعا غير مسبوق بين مناضليه من أجل احتلال مرتبة متقدمة في لائحة مرشحي انتخابات السابع من أكتوبر القادم بالدائرة الانتخابية لطنجة أصيلة، أدى هذا التدافع إلى إقصاء أسماء ألفها المتتبعون للمشهد السياسي المحلي لصالح الوزير المنتدب المكلف بالنقل، الذي كان تواجده بالمنطقة نادرا طيلة السنوات الماضية باستثناء حضوره المتقطع في إطار مهامه الحكومية والأنشطة الرسمية، وكذا لصالح ملياردير الحزب والعمدة السابق لمدينة البوغاز، الذي عاد إلى الواجهة بعد غياب شبه كامل عن الساحة السياسية المحلية، وهو ما يعني أن النضال اليومي الميداني لا يشفع لنيل رضا قيادة الحزب.

ونفس الحال عرفه حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد أن تدافع أبرز قادته المحليين لنيل “شرف” قيادة لائحة الترشيحات، مما أعطى الدليل على أن رأي القاعدة الحزبية يبقى أمرا ثانويا، بعد أن كرس منطق الولاء والأواصر والقرابة العائلية، وهو ما اعتبره أغلب المناضلين منافيا لمفاهيم الممارسة السياسية النزيهة، التي يجب أن تسود داخل الحزب لتعزيز البناء الديموقراطي وتشجيع أفراد المجتمع على ممارسة السياسة.

وأكدت مصادر مسؤولة بحزب مزوار بالمدينة، أن استنفارا يسود حاليا هياكل الحزب، بما فيها الفرع والقطاع النسائي والشباب والمهنيون، جراء سلوكات “انفرادية” تعمل بشكل ممنهج على إقصاء مجموعة من الكفاءات الشابة وتسفيه مجهوداتها الرامية إلى وضع حد للسلوكات المضرة بالحزب وسمعته، وخلق دينامية جديدة لإنهاء الجمود الذي ظل يطغى على أداء الحزب لعدة سنوات، رغم كل تحذيرات وتنبيهات المناضلين الشرفاء بالمدينة، الذين فضل أغلبهم “الهروب” والتحاق بأحزاب منافسة أخرى، كان آخرهم، يونس الشرقاوي، رئيس مقاطعة طنجة المدينة سابق، الذي التحق  بحزب الأصالة والمعاصرة.

حزب “البام”، الذي تؤكد كل المعطيات أنه حسم في وكيل لائحته، التي يتصدرها فؤاد العماري، عمدة المدينة سابقا، شهد هو الآخر تجاذبات ونقاشات حادة حول مكونات لائحته الانتخابية، إلا أن ترضية محمد الحمامي (التجمعي سابقا)، بمساندته في الانتخابات الجزئية لمجلس المستشارين (صنف الجماعات)، خفف من الضغط على مهندس الحزب بالجهة، محمد الإدريسي، الذي لم يجد بذلك صعوبة في تركيب توليفة منسجمة تمكن حزبه من خوض غمار هذه المنافسة، والظفر بمقعدين من أصل خمسة، لكبح طموح أصدقاء بنكيران، الذين تعودوا على الفوز خلال السنوات الأخيرة، وهو ما سيجعل، ولأول مرة في تاريخ الإقليم، من محطة 7 أكتوبر المقبل، محكا حقيقيا لاختبار القوة بين الحزبين الخصمين.

ويرى جل المتتبعين، الذين التقت بهم “الصباح”، أن واقع الحال يعكس بالملموس أن الأحزاب السياسية بشكل عام بمدينة البوغاز، لازالت بعيدة كل البعد عن الأسباب التي أسست من أجلها، إذ يسعى بعض ممتهني الانتخابات، إن لم يكن الجل، إلى ولوج البرلمان بأي شكل من الأشكال لتحقيق الذات، وقضاء المآرب والطموحات الخاصة، وهو ما يؤدي إلى هذا التدافع “غير البريئ “، الذي وصفه البعض بـ “يوم الحشر”، يوم ينسى الشخص عشيرته وأقربائه وأصدقائه لعله ينجو من هول حساب يوم القيامة العسير.

(الصباح)

 

 

أضف تعليق