دهب
مطعم نرجس
Morocco travel
المركز الدولي للأشعة بطنجة

جشع السياسيين وتضارب الأحزاب بطنجة.. المصالح الشخصية تطغى على المصلحة العامة

قناة طنجة الكبرى /و.م.ع

تشهد الساحة السياسية بمدينة طنجة في الآونة الاخيرة بعد أن قرعت طبول الانتخابات صراعات قوية ومتشنجة داخل الاحزاب السياسية بين اسماء “وزانة” من اجل الظفر بتزكية الترشيح للانتخابات التشريعية القادمة، وكأنه يوم الحشر حيث لا تزر وازرة وزر أخرى، وهو ما عكس طغيان النرجسية والأنانية عند عدد من مناضلي الاحزاب السياسية ورغبتهم الملحة في تبوأ كرسي برلماني مريح دون اعتبار لمصلحة الحزب العامة، الذي ينتمي اليه ولا مصلحة ساكنة المنطقة التي تتطلع الى فوز منتخبين يجعلون مصالح ساكنة المنطقة في صلب الاهتمام ويعطون للسياسة النزيهة الاعتبار الذي يجب ان تتميز به .

فحتى الحزب الذي يدعي التقية ومحاربة الفساد ونكران مناضليه الذات عرف تدافعا غير مسبوق بين مناضليه من اجل احتلال مرتبة متقدمة في لائحة مرشحي انتخابات السابع من اكتوبر القادم بدائرة طنجة ،وادى هذا التدافع الى إقصاء اسماء ألفها المتتبعون للمشهد السياسي المحلي لصالح الوزير المنتدب المكلف بالنقل ،الذي كان تواجده بالمنطقة نادرا طيلة السنوات الماضية باستثناء حضوره المتقطع في اطار مهامه الحكومية والانشطة الرسمية ،وكذا لصالح ملياردير الحزب والعمدة السابق لمدينة البوغاز ،الذي عاد الى الواجهة بعد غياب شبه كامل عن الساحة السياسية المحلية ،وهو ما يعني ان النضال اليومي الميداني لا يشفع لنيل رضا قيادة الحزب  .

ونفس الحال عرفه حزب التجمع الوطني للاحرار بعد ان تدافع ابرز قادته المحليين لنيل “شرف ” قيادة لائحة الترشيحات مما اعطى الدليل على ان رأي القاعدة الحزبية يبقى امرا ثانويا اذا حضر منطق الولاء والأواصر والقرابة العائلية ،وهو ما يتنافى كليا مع مفاهيم الممارسة السياسية النزيهة  ومع الادوار المنوطة بالاحزاب السياسية لتعزيز البناء الديموقراطي وتشجيع افراد المجتمع على ممارسة السياسة ،الا ان واقع الحال يعكس ان الاحزاب السياسية بشكل عام لازالت بعيدة كل البعد عن الأسباب التي أسست من أجلها ،كما انها بعيدة كل البعد عن ان تكون المثل الاعلى في تدبير الشأن العام بسبب طغيان الرغبة في التفرد ولو على حساب “المبادئ ” التي لازالت تحتل مراتب دنيا في اهتمام ممتهني الانتخابات بشكل عام .

كما ان شعور بعض المتهافتين على الترشح للانتخابات بسعي قيادات حزبية محلية ووطنية عدم منحهم تزكية قيادة اللائحة المحلية جعلهم يسارعون الى تغيير جلدهم السياسي ،ودون اعتبار لماضيهم السياسي ،نحو احزاب تختلف ايديولوجياتها وخلفياتها وارتباطاتها العامة (يونس الشرقاوي من التجمع الى حزب الاصالة والمعاصرة)،وهو ما يعطي الانطباع بلا شك ان هم هؤلاء هو ولوج البرلمان بأي شكل من الاشكال وتحقيق الذات ،كما يؤشر كذلك على ان الانتخابات عند البعض ان لم يكن الجل لازالت مطية لقضاء المآرب والطموحات الخاصة .

ويذكرنا هذا التدافع “غير البريئ ” بيوم الحشر يوم ينسى الشخص عشيرته واقرباءه واصدقاءه لعله ينجو من هول حساب يوم القيامة العسير ويمر الى شط النجاة وينعم بحياة يسعى الى ان تكون دائمة ومستديمة وخالدة ضاربا عرض الحائط حاجيات وآمال وتطلعات الساكنة المحلية ،التي يزداد امتعاضها من ممارسات سياسيين كلما ضقت ساعة الانتخابات .

أضف تعليق