أطلقت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، اليوم الأحد، بمقرها المركزي بالرباط، فعاليات الدورة الرابعة من الأبواب المفتوحة المخصصة للجالية المغربية المقيمة بالخارج، تحت شعار “الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة جسر تواصل دائم مع مغاربة العالم”، وذلك احتفاء باليوم الوطني للمهاجر.
تأتي هذه المبادرة تنفيذاً لتوجيهات السيد فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة، الهادفة إلى تعزيز روابط الانتماء والهوية لدى مغاربة العالم مع وطنهم الأم، وإشراكهم في فهم أدوار المؤسسة الإعلامية العمومية والاطلاع على المجهودات المبذولة في مجال تحديث الخدمات وتطوير المحتويات وتحسين الجودة.
شهد اليوم الافتتاحي تنظيم زيارات استكشافية لوفد شبابي من الجيل الجديد من مغاربة العالم، حيث تم التعرف على مختلف المصالح الإذاعية والتلفزية وتقديم شروحات وافية حول باقة الخدمات المقدمة. تضم هذه الباقة تسع قنوات تلفزية عامة وموضوعاتية، وأربع خدمات إذاعية وطنية، إضافة إلى شبكة إذاعية جهوية مكونة من 11 محطة جهوية تسهر على ضمان خدمة إعلامية عمومية تضع رضى المشاهدين والمستمعين على رأس أولوياتها.
تم خلال العروض المقدمة التأكيد على المبادئ الأساسية التي تؤطر العمل المهني داخل المؤسسة، والمتمثلة في احترام حرية التعبير وضمان التعددية والحق في الخبر واستقلالية الخط التحريري والالتزام بالقوانين الوطنية ذات الصلة. كما تم إبراز الدور المركزي الذي تضطلع به الشركة في تقديم خدمة إعلامية عمومية ذات جودة عالية تساهم في دعم الحوار المجتمعي وتعزيز التماسك الاجتماعي وتثمين الإبداع المغربي وتطوير الصناعة السمعية البصرية الوطنية.
شكلت هذه المناسبة فرصة لاستعراض عناصر البرمجة المتجددة للمؤسسة التي تتميز بتنوع لغوي وثقافي غني، حيث تبث برامجها باللغات الوطنية العربية والأمازيغية بروافدها الثلاثة (تمازيغت وتشلحيت وتاريفيت)، وتنفتح على اللغات الفرنسية والإسبانية والإنجليزية. يأتي ذلك في إطار استراتيجية شاملة تضع المغاربة عبر العالم في صلب اهتماماتها وتضمن لهم مواكبة مستمرة لمستجدات وطنهم الأم عبر بث فضائي عالي الجودة يصل إلى أبعد نقاط العالم.
تم تقديم نماذج من البرامج الموجهة لمغاربة العالم، منها برامج تلفزية مثل “أصداء الجالية” و”مغربيات” و”قناة أطلس” التي تعكس واقع الجالية وتبرز إنجازاتها في بلدان الإقامة، وبرامج إذاعية مثل “مغاربة العالم” و”قضايا الجالية” التي تحظى بمتابعة قوية. كما تم التعريف ببرامج موجهة للشباب من قبيل “صوت الشباب” و”مناظرة” التي تتيح لهم التعبير عن آرائهم ومواكبة النقاش العمومي الوطني والدولي.
أتيحت للمشاركين فرصة الاطلاع على آليات اشتغال المؤسسة ومساطر انتقاء المشاريع التلفزية والإذاعية التي تعتمد على معايير دقيقة في الاختيار واعتماد استراتيجية دقيقة للبرمجة تستند إلى تحليل البيانات والمجموعات الاختبارية مروراً بلجنة الأخلاقيات، بما يضمن ملاءمة المضامين مع الخط التحريري ودفتر التحملات.
في سياق مواكبة التحول الرقمي، تم تقديم رؤية وإنجازات الشركة في المجال الرقمي من خلال عرض شامل للمنظومة الرقمية المتكاملة التي طورتها المؤسسة. تشمل هذه المنظومة مواقع إلكترونية على غرار “snrt.ma” و”snrtnews.com”، وتطبيقات بث مباشر وتدفق رقمي مثل تطبيق “SNRT LIVE” الحائز على جائزة أفضل ابتكار رقمي إفريقي سنة 2018، وتطبيق “بطولة”، وتطبيقات خاصة ببرامج التدفق الرئيسية مثل “ستاند آب” و”لالة العروسة”، فضلاً عن منصة الفيديو عند الطلب “فرجة” التي توفر تجربة مشاهدة مرنة وشخصية للجمهور في الداخل والخارج.
خلال هذه الفعاليات تم التأكيد على الأهمية التي تكتسيها الحلول الرقمية في تمكين المغاربة المقيمين بالخارج من البقاء على تواصل دائم مع بلدهم الأم ومتابعة كافة البرامج والخدمات التي تقدمها المؤسسة، بما يعكس توجه الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة نحو تحديث منظومتها وتكريس نموذج إعلامي عمومي عصري يستجيب لمتطلبات الجمهور ويثمن التعددية الثقافية.
تجسد هذه الأبواب المفتوحة جزءاً من استراتيجية شاملة تنهجها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تروم ترسيخ دورها كمؤسسة مواطنة تعتني بالحوار المستمر مع جمهور خدماتها وتتلقى ملاحظاتهم واقتراحاتهم، بما يعزز مكانتها كمؤسسة إعلامية عمومية عصرية متجذرة بقوة في عصرها وملتزمة بالتوجه بحزم نحو مستقبل المشهد السمعي البصري المغربي.