لم يمر الحول على افتتاحه حتى لاحت مجموعة من الاختلالات شابت التسيير الإداري والمالي لمركز التربية الفكرية للأشخاص التوحديين بطنجة .
هذا الصرح الاجتماعي الفريد نالت شرفه مدينة البوغار ومعها جهة الشمال ككل ، والذي خصصت له ميزانية ضخمة لتشييده في بناء عصري لائق وتجهيزه بمعدات ووسائل تعليمية خاصة بالتوحد وفق معايير دولية . ورصد له دعم مالي للتسيير في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية . جاء الخلل من الداخل وبالتحديد فيما يخص الأطر التربوية العاملة بالمركز . إنهم جنود الخفاء الذين هم على صلة مباشرة مع الأطفال التوحديين المستفيدين من المركز بشكل يومي. نالوh شرف تدشين المركز من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .فهم يقومون بمختلف الأنشطة التربوية والنفسية والسلوكية بمعية الأطفال التوحديين . لكن _ وللأسف _ لايحظون بالاهتمام اللازم ولايتمتعون بحقوقهم كاملة . وذلك بدءا بسوء المعاملة والقسوة التي يلقونها من طرف المسيرة للمركز ،والتي هي رئيسة جمعية الأمل للتوحد التي وكل إليها التسيير الإداري للمركز ، فلايحق لهم أخذ رخصة أو التغيب وإلا سيكون مصيرهم الطرد . يشتغلون في ظروف صعبة و غير قانونية بدون عقد عمل أو تأمين أو تسجيل في الضمان الاجتماعي .
وسبق للادارة أم قدمت وعودها لهم في وقت سابق بأنهم سيدرجون في أسلاك الوظيفة العمومية من طرف الإدارة ، لكن لم يتم الوفاء بأي شيء . يحرمون أيضا من حقهم في الحصول على أي شهادة سواء كانت للعمل في المركز أو تكوين تخصصي حصلوا عليه ، كما يمنعون من الاتصال بالآباء أو إرشادهم أو تتبع بعض الحالات في المنازل . أما الطامة الكبرى فتتعلق بتأجيرهم ، فهم يحصلون على الحد الأدنى من الأجور ، وغالبا ما يتم التأخير في الأداء . والكارثة أنه يتم توقيعهم على وصل لايحمل أي توطئة فيها اسم المركز ولا أي طابع ، ويقر فيه المعني بالأمر بتوصله بالمبلغ الشهري والمصادقة على إمضائه وإرجاعه إلى الإدارة حتى يتم بعد ذلك تأجيره . وفي شهري يوليوز وغشت لم يتم تأجيرهم .
إن هذه الوضعية المزرية التي يعيشها هؤلاء الأطر التربوية، والتي تعد حجر الزاوية والأساس لأي نهوض واستمرار لهذا المركز . يجب أن تنتهي ويوضع لها حد . كما تناشد الجهات المسؤولة، عبر قناة طنجة الكبرى، إلى التدخل لوضع حد لهذه الخروقات الخطيرة ، والاهتمام بهذه الفئة وإعطائهم كامل حقوقهم غير منقوصة .