أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء وزير الدفاع يوآف جالانت قائلا إنه لا يثق في إدارته للعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في لبنان وغزة.
وقال مكتب نتنياهو في بيان أن رئيس الوزراء عين وزير الخارجية يسرائيل كاتس وزيرا جديدا للدفاع وجدعون ساعر وزيرا للخارجية.
ووقعت صدامات بين جالانت ونتنياهو، وكلاهما من حزب ليكود اليميني، على مدار شهور بسبب خلافات على أهداف الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 13 شهرا في غزة ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وتوقع كثيرون إقالته عاجلا أو آجلا.
لكن التوقيت كان مفاجئا وجاء في وقت انشغلت فيه الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية. وكان جالانت الذي ارتقى إلى رتبة جنرال خلال مسيرة عسكرية استمرت 35 عاما مفاوضا رئيسيا مع واشنطن في العام الأخير من الصراع.
وتأتي هذه التغييرات في وقت دخلت فيه حملتا إسرائيل في غزة ولبنان، مرحلة جديدة في أعقاب مقتل قادة كبار من الجماعتين. كما تستعد إسرائيل للرد الإيراني على الضربات الجوية التي شنتها في 26 أكتوبر على الجمهورية الإسلامية.
وقال نتنياهو إنه بخلاف تباين وجهات النظر “نشأت أزمة ثقة تدريجيا… وهذه الأزمة لا تسمح باستمرار الإدارة الطبيعية للحملة (العسكرية)”.
وأضاف في بيان أنه حاول جسر الفجوات لكنها “استمرت في الاتساع” وصارت علنية. ومضى يقول “الأسوأ من ذلك أن العدو صار على علم بتلك (الخلافات) وينعم بوجودها ويستفيد منها كثيرا”.
وقال إن ذلك تزامن مع أقوال وأفعال “تتعارض مع قرارات الحكومة وقرارات مجلس الوزراء”.
وردا على ذلك، قال جالانت “أمن دولة إسرائيل كان وسيظل دائما مهمتي في الحياة”.
وظلت الخلافات بين نتنياهو وجالانت معلنة لشهور ليتجلى فيها انقسام أوسع بين الائتلاف الحاكم اليميني في إسرائيل والجيش الذي أعلن منذ فترة طويلة أنه يفضل التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال وإعادة عشرات الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وقال جالانت إن الحرب تفتقر إلى اتجاه واضح، في حين كرر نتنياهو القول إن القتال لا يمكن أن يتوقف لحين القضاء على حماس ككيان حاكم وقوة عسكرية في غزة.
وقبل وقت قصير من اندلاع الصراع في غزة، أقال نتنياهو جالانت بسبب خلافات على خطط الحكومة لتعديل النظام القضائي الإسرائيلي، قبل أن يعيده بعد احتجاجات حاشدة.
وأشاد إيتمار بن جفير، الوزير اليميني المتطرف في حكومة نتنياهو الائتلافية، بقرار يوم الثلاثاء، قائلا إن جالانت ما زال “محاصرا بشدة في مفهوم” مفاده أنه “لا يمكن تحقيق انتصار تام”.
لكن بيني جانتس، المنافس السياسي الرئيسي لنتنياهو، وصف هذه الخطوة بأنها تأتي “على حساب الأمن القومي”.
وقال يائير لابيد وهو زعيم معارض آخر إن اتخاذ هذه الخطوة “في خضم الحرب عمل جنوني” مضيفا أن نتنياهو “يبيع أمن إسرائيل وجنود جيش الدفاع الإسرائيلي من أجل بقائه السياسي”.