ضمن قائمة دولية رفيعة أعدها البنك الدولي، وُضع ميناء طنجة المتوسط في المرتبة الثالثة عالمياً لأكفأ موانئ الحاويات، خلف كل من ميناء “يانغشان” الصيني المتصدر، وميناء صلالة بسلطنة عمان، ليؤكد بذلك موقعه المتقدم كمركز لوجستي محوري في حوض المتوسط وعلى خارطة التجارة العالمية.
التقرير، الذي شمل تقييم أكثر من 400 ميناء حول العالم، سلط الضوء على التغيرات العميقة التي تعرفها أنماط الشحن الدولية، حيث لم تعد الهيمنة حصرية للموانئ الغربية، بل برزت موانئ آسيوية وإفريقية على رأس التصنيف، مدعومة برؤى استراتيجية واستثمارات ضخمة في التحديث والرقمنة.
ميناء طنجة المتوسط، الذي شكّل خلال السنوات الأخيرة قصة نجاح مغربية مبهرة، استطاع عبر تطوره المتسارع وتبنيه تقنيات حديثة في إدارة الحاويات، أن يتحول إلى منصة دولية تربط القارات الثلاث: إفريقيا، أوروبا، وأمريكا. كما يواصل أداءه كمحرك أساسي للتعاون الاقتصادي جنوب–جنوب، خصوصًا مع الشركاء الآسيويين وعلى رأسهم الصين.
وفي الوقت الذي يعود فيه تفوق “يانغشان” إلى اعتماده تقنيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي، فإن صعود طنجة المتوسط في هذا الترتيب العالمي يعكس نجاح سياسات متكاملة في مجالات البنية التحتية، والخدمات اللوجستية، والصناعة، مما يجعله عنواناً بارزاً لطموح مغربي في أن يكون بوابة القارة الإفريقية نحو العالم.