يكرم مهرجان طنجة في فعاليات دورته الواحدة والعشرين، التي انطلقت الجمعة الماضي وتستمر إلى غاية 7 مارس الجاري، أربعة وجوه بارزة في السينما المغربية، على عادة الدورات السابقة في الاحتفاء بالأسماء التي بصمت الساحة السينمائية الوطنية بعطاءاتها المتميزة، ويتعلق الأمر بكل من الراحل محمد التازي بن عبد الواحد (تكريم بعد الوفاة)، والمخرجين فريدة بورقية وعبد المجيد ارشيش، والممثل محمد الرزين.
ويعتبر المخرج الراحل محمد التازي بن عبد الواحد من رواد السينما المغربية، إذ أخرج أول أفلامه الطويلة “حذار من المخدرات” (1966)، ثم “أمينة” (1980)، “للا شافية” (1982) وأخيرا “عباس أو جحا لم يمت” (1986).
وبخصوص تكريم المخرجة فريدة بورقية، فإن الأمر يتعلق باعتراف مستحق بمسارها المهني الحافل، إذ أولت، طيلة مسارها الفني، عناية خاصة لقضية المرأة التي احتلت الصدارة في أعمالها السينمائية والتلفزية، بإنجازها ثلاثة أفلام روائية طويلة وهي “الجمرة” سنة 1982، و”طريق العيالات” 2007 و”زينب، زهرة أغمات” سنة 2013.
أما عبد المجيد ارشيش، فيعتبر من الأسماء البارزة بالمركز السينمائي المغربي، الذي التحق به سنة 1964، وأشرف بصفته مديرا للتصوير على إنجاز “الأنباء المصورة” بالإضافة إلى انجازه عدة أفلام قصيرة من بينها “ستة واثنى عشر” (1968)، و”الغابة” (1970)، و”البراق” (1973)، كما أخرج ثلاثة أشرطة روائية طويلة وهي “قصة وردة” (2000) و”الأجنحة المنكسرة” (2004) و”ذاكرة الطين” (2010).
وبالنسبة إلى الممثل محمد الرزين، فيعد تكريمه بمثابة احتفــاء بمساره المهني الطويل (40 سنــة)، إذ بــدأ من خشبــة المسرح قبل أن يلج عالـــم التشخيص فــي أعمال سينمائية عديــدة، وتألــق في فيلــم “ولولــة الروح” لعبــــد الإلــه الجوهري.
وفي التفاتة تعبر عن الاعتراف بالسينمائيين المغاربة الجادين، الذين عرفـــت مساراتهم الإبداعيـة مراحل شاقة تستوجب الإشــادة والتقديــر، أبى منظمــو المهرجان السنوي للفيلم الوطني لهذه السنة، إلا أن يخصصوا ضمن فقراتهم التكريمية، زاوية للمخرجة المقتدرة فريدة بليزيد، ومنحها فرصة لعرض فيلمها الطويل “باب السماء مفتوح” الذي أنتجته سنة 1988، ويتم عرضه في نسخة جديدة مرممة ومرقمة.
ويعد “باب السماء مفتوح”، الذي شخص أدواره زكية الطاهيري، والشعيبية العدراوي، وإيفا سان بول، واحمد البوعناني، قصة صوفية يتم سردها بلغة مجازية، وهو أيضا من بين أول الأفلام بشمال إفريقيا التي تعالج التحولات السوسيو اقتصادية برؤية نسائية تسعى إلى الحفاظ على هويتها الثقافية والدينية.
ولدت المخرجة فريدة بليزيد سنة 1948 بطنجة وهي حاصلة على الإجازة في الآداب العصرية من جامعة باريس الثامنة، قبل أن تتابع دراستها السينمائيــــــــــــــــة بالمعهـــــــد العالي للدراسات السينمائية ببــــاريس الذي تخرجت منه سنة 1976.
وعادت فريــدة بليزيد إلــى المغـرب في بداية الثمانينات وقامت بإخراج أفلام تلفزيونية وبرامج وثائقية، منها على الخصوص “هوية نساء” سنة 1979، إضافة إلى كتابتها لقصص أفلام طويلة، مثل “كيد النساء” و”أقوياء الدارالبيضاء”.
المختار الرمشي – الصباح