نجحت فرق الأبحاث تابعة القيادة الجهوية للدرك الملكي بطنجة، بتنسيق مع نظيرتها بمدينة الناظور، في إيقاف مبحوث عنه على الصعيد الوطني، يشتبه في تورطه في جريمة قتل ارتكبها في حق فتاة ثلاثينية قام بتقطيع جثتها أطرافا ونقلها بواسطة حقيبة سفر إلى منطقة خلاء بضواحي المدينة ليضرم النار فيها بهدف طمس ملامحها وإخفاء جريمته.
وأفادت مصادر “الشمال بريس”، أن المشتبه فيه سقط في قبضة مصالح الدرك الملكي، أمس (السبت)، بعد أبحاث ميدانية واسعة اعتمدت على التحقيقات الجنائية والأدلة التي عثرت عليها فرق العلمية أثناء قيامها بمسح شامل لمسرح الجريمة والسيارة التي استعملت في نقل الجثة قبل حرقها، وتم بواسطتها تحديد هوية الهالكة والجاني، الذي اختفى عن الأنظار منذ ارتكابه لهذه الجريمة الشنعاء في شهر ماي المنصرم.
وبناء على معلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المصالح المركزية للدرك الملكي وحددت مكان تواجد المشتبه فيه، تنقلت فرقة تابعة للمركز القضائي للدرك بطنجة إلى منطقة سلوان بإقليم الناظور، وعملت، بتنسيق مع الدرك الجهوي للمنطقة، على محاصرة منزل يقع بحي النهضة، قبل أن تقوم باقتحامه والقبض على المبحوث عنه رفقة شخص آخر متورط في إيواء المجرم والتستر عليه.
وبحسب نفس المصادر، فإن المشتبه فيه، جرى نقله إلى مقر سرية الدرك الملكي بطنجة، باعتبارها الجهة المعنية باعتقاله، والاحتفاظ به تحت تدبير الحراسة النظرية قصد إخضاعه لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة للكشف عن جميع الظروف والملابسات محيطة بالواقعة.
وتعود فصول هذه الجريمة “المافيوزية”، إلى يوم الثلاثاء (21 ماي الماضي)، حين لاحظ حارس مزرعة بجماعة اكزناية (حوالي 12 كلم جنوب طنجة)، أثر حريق بأرض خلاء بجوار مزرعته، تبين له أنه عبارة عن جثة وأطراف بشرية متفحمة، فبادر بإخطار السلطات المحلية بالمنطقة، التي حضرت للمكان رفقة ضباط المركز القضائي للدرك وعناصر الأدلة الجنائية والعلمية، الذين أجروا مسحا شاملا للمكان قبل أن تقوم عناصر الوقاية المدنية بنقل الجثة إلى المستودع الجماعي للأموات بالمدينة، من أجل إخضاعها لفحص علمي دقيق أسفر عن تحديد هوية الهالكة، التي تتحدر من مدينة مكناس وتبلغ من العمر 32 سنة وتعمل بأحد مقاهي الشيشا بوسط طنجة.
وبناء على الأبحاث والتحريات المنجزة، تبين أن الهالكة كانت على علاقة غرامية مع شخص يتحدر من تطوان، الذي عثر بداخل شقته الواقعة بمنطقة “النجمة” بوسط طنجة على بقع دم تتطابق مع فصية دم الهالكة، إلا أن عناصر الدرك لم تتمكن من إيقافه بعد أن فر إلى وجهة غير معلومة، فأصدرت في حقه برقية بحث استعجالية على الصعيد الوطني باعتباره المتهم الرئيسي في هذه القضية.