دهب
مطعم نرجس
Morocco travel
المركز الدولي للأشعة بطنجة

رسائل تواصل عبر البريد في زمن “طنجة الدولية” ..

تمتد مدينة طنجة جذراً عميقا في الأرض والتاريخ، وتمضي بحسّها الإنساني صوب تشعّبات الحياة والمواقف وتداخل الماضي بالحاضر، في إطلالات مشرعة على ضفاف المتوسط، منفتحة على الثقافات وأصوات العالم والأنساق الاجتماعية.

وهاهي المدينة تبصم على المزيد من الدلالات والمغازي في مرحلة تاريخية كان فيها البريد ضرورة حياتية وعنوانها نحو الأبعد والكوني.. تلك المدينة التي كانت بوابة إفريقيا على أوروبا كما كانت أفقا استراتيجيا لأطماع المستعمر. في هذه الجولة سنشرع الرسائل على ذاكرة المكان والآخر وصيرورة الزمان.

1- طنجة تصعد أدراج الذاكرة وتفتح رسائل الماضي

البريد الاسباني

في محادثة مع الأستاذ إبراهيم الحميدي، رئيس جمعية ابن بطوطة لهواة الطوابع البريدية والمسكوكات بطنجة، على إثر لقاء بشفشاون جمع هواة هذا المجال من تنظيم “جمعية الرحيوة”، أكد أن أول بريد إسباني افتتح بطنجة كان في سنة 1865 بالقنصلية الاسبانية، وكانت الطوابع المُستعملة جلها إسبانية، وتُختم بخاتم المدينة. ثم كانت هناك طوابع إسبانية أيضا في الفترة الممتدة من 1909 إلى 1926، خُطت عليها كلمة: (carreo espagnol marruecos).

وأضاف المتحدث أنه بعد ذلك تم افتتاح مكتب بريدي أوسع في فترة طنجة الدولية بساحة “سوق الداخل” على امتداد سنوات 1926 إلى 1948، استعملت فيه طوابع إسبانية بتعلية عليها عبارة (tanger)، كما أن المرحلة التاريخية بين 1948 و1957 عرفت افتتاح مركز آخر للبريد والتلغراف بـ”رأس المصلى”، اعتمد في تعاملاته على طوابع تحمل مواضيع طنجاوية، ببعضها صور لأشخاص من الرجال والنساء، وكذا لبنايات وصوامع ومساجد وأبواب، مع الاحتفاظ بكلمة (tanger) بالإسبانية.

البريد الفرنسي

وقال الحميدي: “في سنة 1852، عمدت فرنسا إلى فتح أول مكتب بريدي لها بمدينة طنجة بالقنصلية الفرنسية، وكان هذا المكتب يرتبط من الناحية الإدارية بمكتب وهـران الجزائري، كما كانت الإرساليات تنفذ بطوابع فرنسية ومختومة بخاتم توجد عليه طنجة”. وزاد المتحدث أنه في حوالي سنة 1893 وبعد أن تحرر مكتب بريد طنجة من ارتباطه الإداري بمكتب وهران، فتحت فرنسا كذلك مكتبا لها في ساحة “سوق الداخل”، قبالة المكتب البريدي الاسباني، استعملت فيه طوابع فرنسية بتعلية طنجة (surcharge)..

وبعد أن فُرضت الحماية على المغرب ابتداء من سنة 1913، تم إدماج البريد الشريفي المخزني، مع البريد الفرنسي. وبحكم التوسع، يؤكد المتحدث نفسه، تم افتتاح مكتب بريدي جديد بـ: “السوق دْبرَا “، مكان القنصلية الألمانية. وابتداء من سنة 1917 استعملت فرنسا طوابع أصلية، تحتوي بالعربية والفرنسية على كلمة المغرب، وتناولت مواضيع مغربية أيضا مستوحاة من صومعة حسان والكتبية وباب منصور والمشور الكبير بفاس… فضلا عن افتتاح مكتب ثالث بجانب مقهى باريس حوالي سنة 1936، ورابع يوجد به الآن البريد المركزي بشارع محمد الخامس.

البريد الألماني

وبخصوص البريد الألماني، وبحسب الحميدي دائما، فإن هذا الأخير وضع خدماته بطنجة سنة 1899 بساحة “سوق الداخل” قبالة البريد الاسباني؛ بحيث إن نشاط هذا المكتب سيتوقف على جميع المكاتب البريدية المنافسة بالمدينة، وغير تابع للقنصلية الألمانية، عكس المكاتب البريدية الأخرى؛ إذ كان يستغل خط طنجة الصويرة، متحداً مع البريد الفرنسي.

وللسيطرة على الخطوط الدولية المتواجدة، يوضح رئيس جمعية ابن بطوطة: “عمد البريد الألماني إلى فتح مكاتب أخرى في الشمال والجنوب مثل: تطوان والدار البيضاء وغيرهما، إلا أن نشاطه لم يدم في طنجة خاصة، وباقي ربوع المغرب عامة، بسبب الحرب العالمية الأولى، مما اضطر الجهة المشرفة عليه إلى إغلاق مؤسساته نهائيا.

قناة طنجة الكبرى / هسبريس

 

أضف تعليق