في تصريح غير مسبوق، لمّح عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى احتمال متابعته قضائيًا، بل وحتى الحكم عليه بالمؤبد أو الإعدام، معتبراً أن ذلك “ثمن وارد في بعض الحالات”. جاء ذلك خلال ندوة صحفية عقدها الحزب بمقره الرئيسي في الرباط، أمس الخميس، على خلفية فشل المعارضة في تقديم ملتمس الرقابة بعد انسحاب الاتحاد الاشتراكي.
ودعا بنكيران المغاربة إلى عدم الخوف من السياسة، مشيراً إلى أن الخوف أصبح منتشراً نتيجة ما وصفه بـ”التخويف الممنهج”، ومضيفاً أن “شعب يتم تخويفه شعب غير موجود”. وانتقد ما اعتبره عزوفاً متزايداً عن الانخراط السياسي، قائلاً إن كثيراً من المواطنين أصبحوا يفاخرون بعدم انتمائهم لأي حزب سياسي، وهو ما يخدم، بحسبه، من يريد إبعاد الناس عن السياسة.
كما تساءل بنكيران عن طبيعة الجهة الحقيقية التي تحكم في البلاد، ملمحاً إلى أن هناك من يتحكم في توجهات النقاش العمومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يدفع البعض إلى تجنب التعبير عن آرائهم خوفًا من العواقب.
بنكيران أكد أن الجرأة في التعبير عن المواقف السياسية تتطلب شجاعة، وإن احتمال سجنه أو الحكم عليه لا يخيفه، بل يعتبر ذلك تضحية من أجل الوطن، على غرار من سبقوه ممن ضحوا من أجل البلاد والشعب.
وقال بنكيران: “المغاربة أصبحوا يخافون من كلمة السياسة، والمغربي أعز شيء عندو أنه يقول أنا ما عندي علاقة بالسياسة وما كنتمي لحتى حزب سياسيي..، هادشي لي بغاو.. يجب أن ينتبه المغربي خاص تكون عندوا علاقة بالسياسة، إذا لم يعجبك أي حزب أسس حزباً خاصاً بك”.
وتابع: “لأنه في الحقيقة هناك الآن إشكال كبير، حنا نتساءل معامن حنا في هذا البلد، هل نحن مع الحكومة أم جهات أخرى.. يقولون ومواقع التواصل الاجتماعي مرة مرة، نجدهم يسيرون في توجه واحد.. فهل يسيرهم العفاريت أو تماسيح، يصبح الانسان يخاف أن يتحدث، ويفضل الصمت.. هناك الترهيب والتخويف.. شعب يتم تخويفه شعب غير موجود”.
وأضاف بنكيران: “إما ستكون فيكم الشجاعة لتتكلموا، بطبيعة الحال هادشي عندوا ثمن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية كان في فترة معينة متابعاً في القضاء، أشنو هو المشكل. يمكن الأمين العام يتابع في القضاء ويمكن يمشي للسجن، ويمكن أن يحكم بالمؤبد أو بالاعدام أشنو غادي يوقع في ملك الله.. هل سيكون الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أحسن من هؤلاء الناس الذين ضحوا من أجل هذه البلاد، وضحوا من أجل هذا الشعب؟”.