
يتجه المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، المنعقد بمدينة بوزنيقة يومي السبت والأحد، إلى اختيار أمين عام جديد للحزب، في أجواء يسودها نقاش محتدم حول الزعامة، مقابل حضور محتشم للأسئلة المتعلقة بالمشروع السياسي والمستقبلي للحزب.
وبحسب ما رصده موقع “الأول” خلال تغطيته لفعاليات المؤتمر، فإن تركيز المؤتمرين انصبّ بشكل أساسي على موضوع القيادة الجديدة، في حين غاب النقاش العميق حول الخيارات السياسية الكبرى.
وفي هذا السياق، قدم عبد الإله بنكيران، الأمين العام المنتهية ولايته، التقرير السياسي للحزب، والذي جاء، خاليًا من مواقف دقيقة تجاه القضايا المصيرية التي تواجه الحزب، مثل ملف التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإعادة التموقع داخل المشهد السياسي الوطني، بالإضافة إلى تقنين استعمال القنب الهندي.
ورغم ذلك، خصص التقرير السياسي انتقادات لاذعة لما وصفه بانحرافات تهدد ثوابت الهوية الوطنية ومصداقية الاختيار الديمقراطي، مسلطًا الضوء على ما اعتبره تدهورًا يمس المرجعية الإسلامية والتعليم العمومي والنسيج المجتمعي.
وأكد الحزب، في تقريره، أن الحفاظ على المرجعية الإسلامية بمنظور “مجدَّد ومنفتح” يمثل ركيزة أساسية لاستمراريته، بل واستمرارية المغرب كدولة موحدة ومستقرة على امتداد أكثر من اثني عشر قرنًا، واعتبر أن أي تفريط في هذه المرجعية هو بمثابة مدخل لخدمة أجندات تسعى لتفكيك الوحدة الوطنية وزعزعة الاستقرار.
كما أبرز التقرير أن معركة مراجعة مدونة الأسرة شكلت محطة فاصلة في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن الحزب خاض معركة شرسة منذ 2022 للتصدي لما اعتبره محاولات لطمس المرجعية الإسلامية وإحلال منظور غربي في قضايا الأسرة والعلاقات الاجتماعية، كما جدد رفضه لمقترحات رفع التجريم عن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، والتشجيع على نسب الأبناء خارج الزواج الشرعي.
وفي سياق متصل، دعا الحزب إلى التشبث بالمؤسسة الملكية باعتبارها ركيزة أساسية لاستمرار استقرار المغرب ووحدته، مؤكدا أن الملكية شكلت على الدوام ضمانة للاستمرارية.
وفي هذا الإطار، قال بنكيران إن “من يخرج عن الحدود الكبرى لله والوطن والملك يجب أن تتم معاقبته”، لكنه شدد في المقابل على أن “انتقاد السياسة الملكية ليس عيبا بشرط أن يتم بأدب”.
وأكد بنكيران أن “الاحترام والتقدير للملك واجبان، لكن لا ينبغي أن يكون كل شيء مبنيا على قول وي وي دائما”، مضيفا “بالعكس، الاحترام في بلاصتو، والمؤاخذة في بلاصتها، ونقول هذا لا يمكن يا جلالة الملك”.