أحالت عناصر الضابطة القضائية بالمركز الترابي للدرك الملكي بملوسة، التابع للقيادة الجهوية بطنجة، يوم أمس (الأربعاء)، شخصان في حالة اعتقال، أحدهما عضو في جمعية “الأنوار” لقنص الوحيش، على الوكيل العام للملك لدى استئنافية المدينة، للاشتباه في تورطهما في مقتل طفل لا يتعدى سنه 13 سنة، جراء تعرضه لطلقة نارية عن طريق الخطأ من بندقية صيد مرخصة.
وعلمت “الشمال بريس” من مصدر قضائي، أن الوكيل العام أمر بمتابعة عضو الجمعية في حالة سراح بتهمة الإدلاء ببيانات كاذبة وعدم احترام ضوابط حمل السلاح، المنصوص عليها بالقانون رقم (86.21) المتعلق بحيازة الأسلحة النارية وذخيرتها، فيما قرر وضع المتهم الثاني تحت تدبير الحبس الاحتياطي بالسجن المحلي ومتابعته بجناية “القتل الخطأ واستعمال سلاح ناري بدون ترخيص قانوني أو إذن خاص لاستعماله”.
وجرى إيقاف المتهمين على خلفية حادث مأساوي أودى بحياة تلميذ يتابع دراسته في المستوى السادس ابتدائي بفرعية عين حمراء بجماعة ملوسة إقليم فحص أنجرة، جراء إصابته بطلق ناري من بندقية صيد في ملكية أحد هواة الصيد بالمنطقة، الذي كان في رحلة صيد رفقة بعض أصدقائه، وعند فترة الاستراحة قام أحد مرافقيه، ممن لا يتوفرون على رخصة حمل السلاح، بإطلاق عيار ناري في محاولة لاصطياد طائر، فأصاب بالخطأ طفلا كان يتجول بالمنطقة.
وفور علمها بالحادث، هرعت مصالح الدرك الملكي إلى مسرح الحادث، وقامت بالإجراءات القانونية اللازمة في مثل هذه الحالة، وأوقفت صاحب البندقية، بعد أن أدلى بتصريحات مخالفة لوقائع الحادث، حيث أوهم الدرك بأنه هو من أطلق العيار الناري وأصاب بالخطأ الضحية، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة على متن سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية قبل وصوله إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، متأثرا بنزيف دموي حاد نتج عن خطورة وعمق الإصابة.
وبناء على البحث الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، باشرت عناصر الضابطة القضائية لدرك ملوسة تحقيقاتها حول الموضوع، واستمعت لعدد من الشهود، الذين كشفوا عن كافة الظروف والملابسات الحقيقية المحيطة بالحادث، ليتم اعتقال المعني، وهو من أبناء المنطقة ويبلغ من العمر 34 سنة، الذي اعترف بعدم توفره على رخصة حمل السلاح، ومسؤوليته في إصابة الضحية، ليتم إحالته على النيابة العامة المختصة لاتخاذ المتعين في حقه.