هوامش الربح تتحدى التقلبات.. كيف حافظت شركات الوقود في المغرب على أرباحها رغم انهيار الأسعار الدولية؟

شهد الربع الثالث من عام 2024 انخفاضا ملحوضا في الأسعار الدولية لمنتجات الوقود المكررة، مما أثر بشكل مباشر على تكاليف الشراء وأسعار البيع في السوق المغربية،

ووفقا لتقرير صادر عن مجلس المنافسة، فقد تراجعت الأسعار الدولية للغازوال والبنزين بشكل أكبر نسبيا مقارنة بأسعار البيع النهائية في محطات الوقود المحلية، مما أدى إلى تقليص هوامش الربح للشركات العاملة في قطاع توزيع الوقود.

وبحسب التقرير، سجل السعر الدولي للغازوال انخفاضًا بمقدار 0.68 درهم للتر خلال الربع الثالث من عام 2024، بينما انخفض سعر البيع في محطات الوقود المغربية بمقدار 0.48 درهم للتر. أما بالنسبة للبنزين، فقد انخفض السعر الدولي بمقدار 1.05 درهم للتر، في حين تراجع سعر البيع المحلي بمقدار 0.74 درهم للتر. هذه التغيرات تعكس تأثير التقلبات الدولية على تكاليف الشراء المحلية، حيث تم نقل جزء من الانخفاض في الأسعار الدولية إلى المستهلكين، وإن كان بدرجة أقل.

وعلى صعيد تكاليف الشراء، أظهر التقرير أن تكلفة شراء الغازوال من قبل الشركات التسع الرئيسية في السوق المغربية بلغت في المتوسط 9.24 درهم للتر، بينما بلغت تكلفة شراء البنزين 10.65 درهم للتر. ومع ذلك، فإن أسعار التفويت (البيع بالجملة) التي تطبقها هذه الشركات كانت أقل من تكاليف الشراء، حيث بلغ متوسط سعر التفويت للغازوال 10.76 درهم للتر، وللبنزين 12.62 درهم للتر.

أما بالنسبة لهوامش الربح، فقد أظهر التقرير أن متوسط هامش الربح الخام للغازوال بلغ 1.46 درهم للتر، بينما بلغ هامش الربح للبنزين 2 درهم للتر. وعلى الرغم من أن هذه الهوامش تتجاوز نسبيًا المستويات المسجلة في الربع الثاني من عام 2024، إلا أنها تظل ضمن نفس المستويات المسجلة في النصف الأول من العام، مما يشير إلى استقرار نسبي في هوامش الربح رغم التقلبات الكبيرة في الأسعار الدولية.

وخلص التقرير إلى أن انخفاض الأسعار الدولية للوقود انعكس بشكل كامل على تكاليف شراء الغازوال، بينما كان تأثيره جزئيًا على تكاليف شراء البنزين، كما أشار إلى أن الشركات قامت بنقل معظم الانخفاض في تكاليف الشراء إلى أسعار التفويت، خاصة بالنسبة للبنزين، حيث تم تطبيق انخفاض مماثل في أسعار البيع، ومع ذلك، فإن انخفاض أسعار تفويت الغازوال كان أقل من الانخفاض المسجل في تكاليف الشراء والأسعار الدولية.