دهب
مطعم نرجس
Morocco travel
المركز الدولي للأشعة بطنجة

جريدة الصباح تكتب : طنجة عاصمة الصيف والدعارة بامتياز

قناة طنجة الكبرى | جريدة الصباح – المختار الرمشي 

إذا كانت طنجة في السنوات الأخيرة أصبحت وجهة مفضلة لعدد من المستثمرين، سواء المغاربة أو الأجانب، فإنها بالمقابل أضحت تحطم الأرقام القياسية في عدد المومسات وبائعات الهوى، اللائي يقصدنها بشكل كبير ولافت من كل الجهات لممارسة الخدمات الجنسية المدفوعة الأجر، مما جعل “عاصمة البوغاز” تتخذ بعدا ترفيهيا شاذا، خاصة خلال فترة الصيف، حيث تصير فيها العمالة الجنسية شبه مرئية في جل الشوارع وشواطئ المدينة، لدرجة لا يمكن معها أن يصطدم زبون ما بأن رغبته في قضاء ليلة مع امرأة معينة غير قابلة للتحقيق.

الصيف في طنجة، أصبح له في الآونة الأخيرة وجهان مختلفان، فبعد أن كانت المدينة تشتهر بجمال طبيعتها وشواطئها وتقاليد سكانها، الذين يشتهرون بحبهم للسهر والجلوس في المقاهي والمطاعم إلى ساعات متأخرة من الليل، تحولت في السنوات الأخيرة إلى قاعدة تستوعب مئات المومسات وبائعات الهوى، من نساء وفتيات من مختلف الأعمار والمستويات يصعب إحصائهن، حيث أصبحت شوارع المدينة تزخر بهن ليلا ونهارا، ما يجعل زوار المدينة والوافدين عليها لا يحتاجون إلى وقت طويل للإحساس بهذه الظاهرة.

صيف طنجة أصبح لا يتخذ طابعا سريا نظرا لارتباطه بفئة واسعة من الشباب، الذين يحولون المدينة ليلا إلى حركة دؤوبة كما لو أنهم على سباق مع الزمن، سيارات تتراكض هنا وهناك، صفقات، صرخات، عاهرات تصادفك في الطريق من كل المستويات والأعمار، لاسيما أن عشرات الحانات والملاهي الليلية التي كانت تتواجد بـ “الكورنيش” لازالت الأشغال جارية بها ولم يتم فتحها بعد، ما قلص من البنية التحتية التي كانت تستوعب مئات من النساء المطلقات والمغتصبات والهاربات من جل المدن المغربية، وساهم في إنعاش الطلب على الاقامات المفروشة التي تسهر على تدبيرها وتسييرها وكالات عقارية وسياحية تعمل تحت غطاء مقاولاتي.

ففي فصل الصيف لم يجد الباحث عن المتعة في طنجة أي صعوبة في الحصول على وكر يقضي فيه وطره، فالفضاءات المخصصة لهذا الغرض موجودة وسط المدينة وفي أطرافها وبين أزقتها وشوارعها، وبأثمنة تتراوح بين 500 و1000 درهم بحسب متطلبات الزبناء والتفاهم مع الوسطاء والسماسرة الذين يتوفرون على مفاتيح شقق أو أوكار الدعارة.

كما أن الشوارع العامة والإقامات البسيطة لم تعد وحدها المجال النشيط في تجارة الهوى بمدينة البوغاز، بل تجد كذلك تجارة الدعارة الراقية لنفسها تربة خصبة في العديد من الأحياء الراقية والهادئة، كمنطقة “فيلا فيستا” مثلا، المتواجدة بخليج طنجة، والتي تنشط كل ليلة في مجال الدعارة، لكون أرباب هذه الفيلات يؤجرونها لمن يريدون إحياء ليالي حمراء، أو أنهم يعدونها بأنفسهم لاستقبال زبائن الشهوة الجنسية.

مناطق أخرى بمدينة طنجة لا تستقبل المغاربة فقط، بل إن أهم زبائنها هم من الأجانب، مثل منطقة “ملاباطا” التي تضم مجموعة من الشقق المفروشة التي توضع تحت خدمة شخصيات ثرية مغربية، وأيضا أوروبية وخليجية، وهي نوعية الزبائن المفضلين عند الكثيرين من تجار الجنس، كونها الأكثر “كرما”.

الإحصائيات الأمنية الرسمية، تشير إلى أن الحرب متواصلة ضد القضايا المرتبطة بتفكيك هذه الأوكار أو إغلاقها، حيث أسفرت عدة عمليات على إيقاف بعض الخليجيين أو الأوروبيين وهم في حالات تلبس مع بائعات هوى مغربيات، وجرى تقديمهم أمام النيابة العامة المختصة، إلا أنه سرعان ما يتم إطلاق سراحهم بعد أدائهم لغرامة مالية لا تتعدى 2000 درهم، فيما تطبق عقوبات سجنية متفاوتة على الفتيات ووسطاء الدعارة قد تصل إلى سنتين نافذتين.

هذه المشاهد والصور التي تعيشها طنجة حاليا، أضحت روتينية يسعى المسؤولون من ورائها تحقيق حريات هامشية ومزاعم سياحية، إلا أن خصوصياتها السلبية، دفعت بعدد من المواطنين إلى تقديم شكاوي تعبر عن تذمرهم من انتشار هذه الظاهرة وتمددها للأماكن العامة، وتدين القرارات المحتشمة والحملات الموسمية التي تقوم بها السلطات الأمنية، وهو الأمر الذي جعل المدينة تظل تائهة بين وجوه متناقضة…

المختار الرمشي

رأي واحد حول “جريدة الصباح تكتب : طنجة عاصمة الصيف والدعارة بامتياز”

أضف تعليق