دهب
مطعم نرجس
Morocco travel
المركز الدولي للأشعة بطنجة

“أبو السيف المغربي” .. من كؤوس النبيذ إلى بنادق “طالبان”

قناة طنجة الكبرى | هس-طارق بنهدا

يوجد، حاليا في السجن المحلي تيفلت2، أحمد سحنوني اليعقوبي، الملقب بـ”أبو السيف المغربي” والحامل للجنسية الفرنسية، بتهم ذات صلة بالإرهاب حوكم لأجلها مرتين في فرنسا والمغرب منذ عام 2010، حيث يقبع في زنزانته في انتظار حكم الاستئناف؛ فيما تكشف التحقيقات عن تفاصيل مثيرة في حياته “العادية” حين كان مقيما في باريس، ثم “الجهادية” حين عاش لسنوات بين تركيا وإيران وأفغانستان.

من باريس إلى أفغانستان

“أبو السيف المغربي” ذو 46 عاماً، والذي يسمى أيضا بـ”نوح” و”شعيب”، غادر مسقط رأسه الدار البيضاء عام 1995 متوجها صوب فرنسا بطريقة غير شرعية، إلى أن حصل سنة 2002 على وثائق الإقامة مشتغلا كمساعد تاجر لدى أخيه “عبد العالي” الذي كان يمتلك وقتها محلاً لبيع الخمور في باريس.

وبعد وفاة والدته، أصبح أحمد يتردد على مسجد يقع بحي ساندوني، بالموازاة مع تردده الغريب على غرفة دردشة على الأنترنيت تحمل اسم “الأنصار”.

حين ذلك، تعرف على ناشط جهادي يدعى “محمود”، الذي أقنعه بالسفر إلى أفغانستان لـ”الجهاد”، حيث سافر في ماي 2009 إلى أسطنبول التركية، عن طريق واسطة يدعى” أبو قندهار”، ثم إلى طهران ليتوجه هناك إلى أحد البيوت الجهادية التي يطلق عليها اسم “الآمنة”، حيث قضى هناك يومين “إلى غاية حضور متطوعين للجهاد من أكراد تركيا، تم أخذهم إلى مضافة تابعة لتنظيم القاعدة ليلتقي هناك بمجاهدين ينتمون إلى عدة جنسيات”.

في أحضان طالبان والقاعدة

بعد تشبعهم بالفكر المتطرف، عبر المدعو “الفاروق” الذي كان يحاضر في التفجيرات والعمليات الاستشهادية، انتقل “أبو السيف المغربي” إلى منطقة صحراوية تابعة لمقاتلي تنظيم “طالبان” في أفغانستان تدعى “هيرات” و”فراه”، حيث تم إمدادهم بأسلحة رشاشة من نوع “كلاشينكوف” وتسليمهم مبلغ 2000 يورو للمقاتل.

بعد ذلك، أعلن أحمد سحنوني اليعقوبي، المطلق والأب لابنين اثنين، نيته الرجوع إلى فرنسا قبل أن يعرج على المغرب، حيث التقى في عام 2009 في جوطية درب غلف شخصا يدعى “يوسف التباعي”؛ وهو متزعم الخلية التي سيتابع بعدها بتهم ذات صلة بالإرهاب بالمغرب.

وتضيف التحريات أن أحمد ناقش مع التباعي موضوع “الجهاد الأفغاني” وقام، بمعية بعض المقاتلين، بتسجيل شريط فيديو بواسطة هاتفه المحمول على الحدود الأفغانية الإيرانية”؛ ليظهر الفيديو “أبو السيف المغربي” بجانب مقاتلين حاملين الأسلحة، حيث ألقى كلمة أعلن ضمنها الولاء إلى تنظيم القاعدة ووجه تهديدات للقيام بعمليات في أوربا.

السجن في فرنسا

في ماي 2010، أوقفت السلطات الفرنسية أحمد لتحقق معه حول ظروف سفره إلى تركيا وإيران وأفغانستان، حيث أصدرت السلطات المغربية أمر دوليا في حقه لاعتقاله للاشتباه في تورطه ضمن خلية “يوسف التباعي ومن معه” التي تم تفكيكها قبل ست سنوات، لأجل “التخطيط لمشروع إرهابي وتنفيذ اعتداء ضد شرطي يدعى أنور النواسي”، ويحاكم من لدن القضاء الفرنسي بالسجن سبع سنوات نافذة تم تخفيضها إلى خمس.

الترحيل إلى المغرب

حين انتهاء مدة محكوميته، جرى ترحيل “أبو السيف المغربي” عام 2015 إلى المغرب، ليتم التحقيق معه وإحالته إلى غرفة الجنايات الابتدائية الخاصة بالإرهاب، قبل أن ينطق القاضي عبد القادر الشنتوف، رئيس الغرفة الأولى وقاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بالحكم بالسجن 5 سنوات في مارس الماضي، بتهم “تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية وحيازة واستعمال أسلحة نارية وذخيرة في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وتحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية وتقديم مساعدات نقدية لم يرتكب أعمال إرهابية”.

مطالب العائلة

في انتظار جلسة استئناف الحكم الابتدائي، التي ستعقد يوم 21 شتنبر الجاري، ينفي المعتقل صلته بالجماعات الجهادية، ويقول إن سفره إلى أفغانستان لم يكن لغرض “الجهاد” وإنه “لم يشارك في أي عملية أو تدريب عسكري”. كما ينفي صلته بيوسف التباعي، وأيضا “لم يسبق له استقطاب أي أشخاص للتوجه للجهاد بأفغانستان”، فيما تنتقد أسرته إعادة محاكمته بالوقائع نفسها التي حوكم لأجلها بسبع سنوات سجنا نافذة من القضاء الفرنسي.

يقول أخوه عبد العالي، في تصريح لهسبريس: “أحمد الآن في سجن تيفلت ومصنف سجينا خطيرا جدا ويعيش معاناة داخل السجن”، مضيفا: “لقد عامله رجال الضابطة القضائية حين التحقيق معه معاملة جد طيبة، ولقد سبق أن وجه مراسلة إلى الديوان الملكي قبل الإفراج عنه في فرنسا يعلن فيها ولاءه للملك محمد السادس، وينفي صلته بأي فكر متطرف. كما عثروا في منزله على صورة العاهل المغربي، لأنه يكن التقدير والمحبة لملكه ووطنه

أضف تعليق