قالت صحيفة إل كونفيدونثيال الإسبانية إن شركة الشحن الدنماركية العملاقة “DFDS” أبرمت مؤخرا صفقة استحواذ كبرى على عدد من الخطوط البحرية الاستراتيجية التي تربط بين إسبانيا والمغرب، وذلك مقابل مبلغ يناهز 300 مليون يورو.
وبحسب الصحيفة، فإن الصفقة تمّت مع شركة “Naviera Armas” الإسبانية، التي تمر منذ فترة بأزمة مالية خانقة أثرت على أنشطتها، ما جعلها مضطرة إلى التخلي عن بعض خطوطها الحيوية لصالح فاعلين دوليين أكثر استقرارًا.
وتشمل الصفقة استحواذ “DFDS” على خطوط بحرية رئيسية تربط ميناء الجزيرة الخضراء الأندلسي بكل من ميناء سبتة وميناء طنجة المتوسط، وهو ما يمثل امتدادا استراتيجيا لأنشطة الشركة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويعزز من حضورها في أحد أكثر الممرات البحرية حركية في أوروبا وشمال إفريقيا.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس تزايد أهمية المحور البحري الرابط بين الضفتين الجنوبية والشمالية للمتوسط، خصوصا في ظل الطفرة التي تعرفها التجارة البحرية بين المغرب وإسبانيا، وارتفاع حجم شحن البضائع وتنقل المسافرين بين البلدين.
كما أن هذا التوسع الجديد لـ”DFDS” يأتي في سياق دينامية دولية تسعى إلى تعزيز سلاسل التوريد وتأمين الربط البحري في مواجهة التحديات العالمية الراهنة، سواء المرتبطة بالتحولات اللوجستيكية أو الاضطرابات الجيوسياسية.
وتعد شركة “DFDS” من أكبر شركات الشحن البحري في أوروبا، حيث تدير شبكة واسعة من الخطوط البحرية التي تربط بين موانئ كبرى في القارة العجوز، وتسعى من خلال هذه الصفقة إلى توسيع نطاق تغطيتها وتعزيز تنافسيتها في السوق المتوسطية، التي تشهد تحولات عميقة على مستوى الاستثمارات والبنيات التحتية.